تَستخدِم الجِراحة الإشعاعية التجسيمية (SRS) العديد من حُزَم الإشعاع المركزة بدقَّة لعلاج الأورام والمشاكل الأخرى في المخ، والعُنق، والرئتين، والكبد، والعمود الفقري، وأجزاء أخرى من الجسم.
إنها ليست عملية جراحية بالمعنى التقليدي لأنه لا يُوجَد شق. بدلاً من ذلك، تستخدم الجِراحة الإشعاعية التجسيمية التصوير ثُلاثي الأبعاد لاستهداف جرعات عالية من الإشعاع في المنطقة المُصابة مع الحدِّ الأدنى من التأثير على الأنسجة السليمة المُحيطة.
مثل أشكال الإشعاع الأخرى، تعمل الجِراحة الإشعاعية التجسيمية عن طريق إتلاف الحمض النووي DNA للخلايا المُستهدفة. تفقد الخلايا المُصابة القدرة على التكاثُر، ممَّا يؤدِّي إلى تقلُّص حجم الأورام.
عادةً ما يتم الانتهاء من الجِراحة الإشعاعية التجسيمية للمخ والعمود الفقري في جلسةٍ واحدة. تُستخدَم الجِراحة الإشعاعية للجسم لعلاج أورام الرئة، والكبد، والغدَّة الكظرية، وغيرها من الأنسجة الرَّخوة، وعادةً ما يشتمِل العلاج على جلسات مُتعددة (ثلاث إلى خمس).
عندما يستخدم الأطباء الجِراحة الإشعاعية التجسيمية لعلاج الأورام في مناطق أخرى غير المخ، يطلق عليه أحيانًا العلاج الإشعاعي التجسيمي على الجسد (SBRT) أو العلاج الإشعاعي التجسيمي الاستئصالي (ABBR).
يستخدم الأطباء ثلاثة أنواع من التكنولوجيا لتوصيل الإشعاع أثناء الجِراحة الإشعاعية التجسيمية في المخِ وأجزاء أخرى من الجسم:
- المعجِّل الخطي تستخدم أجهزة (LINAC) الأشعة السينية (الفوتونات) لعلاج التشوُّهات السرطانية وغير السرطانية في المخ وأجزاء أخرى من الجسم. أجهزة LINAC معروفة أيضًا بالاسم التجاري للشركة المُصنَّعة، مثل Cyber Knife و True Beam. يمكن لهذه الأجهزة إجراء الجِراحة الإشعاعية التجسيمية (SRS) في جلسة واحدة، أو خلال أكثر من ثلاث إلى خمس جلسات لعلاج الأورام الأكبر حجمًا، والتي تسمَّى العلاج الإشعاعي التجسيمي المُجزَّأ.
- تستخدم ماكينات Gamma Knifeغاما نايفالموجات الإشعاعية الصغيرة 192 أو 201 من أشعة غاما لاستهداف وعلاج تشوُّهات المخ السرطانية وغير السرطانية. تُعدُّ ماكينات غاما نايف أقلَّ شيوعًا من جهاز LINAC وتُستخدَم في المقام الأول لعلاج الأورام والآفات الصغيرة والمتوسطة في المخ المُرتبطة بمجموعة متنوِّعة من الحالات.
- العلاج بالإشعاع البروتوني(الجِراحة الإشعاعية للجسيمات المشحونة) هو أحدث نوع من الجراحة الإشعاعية التجسيمية، وهو متاح في عددٍ قليل فقط من المراكز البحثية في الولايات المتحدة، على الرغم من أنَّ عدد المراكز التي تقدم علاجًا بحزمة البروتون قد زاد بشكلٍ كبير في السنوات القليلة الماضية. يُمكن للعلاج باستخدام شعاع البروتون علاج سرطانات المخ في جلسة واحدة باستخدام الجِراحة الإشعاعية المُجسمة، أو يمكن أن يستخدم العلاج الإشعاعي التجسيمي المُجزَّأ لعلاج أورام الجسم على مدى عدَّة جلسات.
كيفية عمله
تعمل جميع أنواع الجراحة الإشعاعية المتعلقة بالتوضيع التجسيمي والعلاج الإشعاعي بطريقة مماثلة.
يركز الجهاز المتخصص العديد من الحزم الإشعاعية الصغيرة على الورم أو أي هدف آخر. كل شعاع له تأثير ضئيل للغاية على الأنسجة التي يمر من خلالها، ولكن يتم تقديم جرعة مستهدفة من الإشعاع إلى المكان الذي تتقاطع فيه جميع الحزم الإشعاعية.
تتسبب الجرعة العالية من الإشعاع الذي يصل إلى المنطقة المصابة في تقلص الأورام وتقلّص الأوعية الدموية مع مرور الوقت بعد العلاج، ما يحرم الورم من الإمداد بالدم.
تعني دقة الجراحة الإشعاعية المتعلقة بالتوضيع التجسيمي أن الأنسجة المحيطة السليمة ستتعرض إلى ضرر طفيف. وفي معظم الحالات، قد تنطوي الجراحة الإشعاعية على خطورة أقل للإصابة بآثار جانبية مقارنة بأنواع أخرى من الجراحة التقليدية أو العلاج الإشعاعي.
ازداد انتشار استخدام الجراحة الإشعاعية التجسيمية لعلاج العديد من حالات الجهاز العصبي وغيرها من الحالات الأخرى، بما فيها:
- ورم الدماغ.تُستخدم الجراحة الإشعاعية التجسيمية مثل غاما نايف عادة في علاج أورام الدماغ غير السرطانية (الحميدة) والسرطانية (الخبيثة)، بما فيها الورم السحائي وورم المستقيمات والورم الأرومي الوعائي والورم القحفي البلعومي.
يمكن استخدام الجراحة الإشعاعية التجسيمية لعلاج أنواع السرطان التي وصلت إلى المخ من أعضاء أخرى مصابة في الجسم (نقائل الدماغ).
- التَشوّه الشرياني الوريدي (AVM).التشوهات الشريانية الوريدية (AVM) هي حُبَيْكات شاذة من الشرايين والأوردة في دماغك. في التشوه الشرياني الوريدي يتدفق الدم مباشرة من الشرايين إلى الأوردة دون المرور بالأوعية الدموية الأصغر (الشعيرات الدموية). قد يعيق التشوه الشرياني الوريدي تدفق الدم الطبيعي ويؤدي إلى النزيف (النزف) أو السكتة الدماغية.
تقضي الجراحة الإشعاعية التجسيمية على التشوه الشرياني الوريدي وتتيح انغلاق الأوعية الدموية المصابة بمرور الوقت.
- ألم العصب الثلاثي التوائم.ألم العصب الثلاثي التوائم هو اضطراب الألم المزمن في أحد الأعصاب ثلاثية التوائم أو كليهما التي تنقل المعلومات الحسية بين دماغك والمناطق الموجودة في جبهتك وخديك وفكك السفلي. يسبب اضطراب الأعصاب هذا ألمًا شديدًا في الوجه وتشعر معه بما يشبه الصدمة الكهربائية.
تستهدف الجراحة الإشعاعية التجسيمية في حالة ألم العصب الثلاثي التوائم، جذر العصب لتعطيل هذه الإشارات الناقلة للألم.
- ورَم العصب السَّمعي.ورم العَصَب السمعي (الورم الشفاني الدهليزي) هو ورم حميد ينمو على طول عصب الاتزان الرئيسي والعصب السمعي ممتدًّا من الأذن الداخلية إلى المخ.
عندما يضغط الورم على الأعصاب، فقد يفقد الشخص السمع، ويشعر بالدوار، ويفقد التوازن، ويسمع طنينًا في الأذن (الطنين). أثناء نموِّ الورم، يمكن أن يؤدِّي أيضًا إلى الضغط على الأعصاب التي تؤثِّر على الأحاسيس وحركة العضلات في الوجه.
قد توقف الجراحة الإشعاعية التجسيمية نمو ورم العصب السمعي أو تقليل حجمه، بجانب تقليل مخاطر التلف الدائم للأعصاب.
- أورام الغدَّة النُّخامية.يُمكن أن تُسبِّب أورام الغُدَّة بحجم حبة الفاصوليا في قاعدة الدماغ (الغدَّة النخامية) مجموعة مُتنوعة من المشاكل. تتحكم الغدة النخامية في هرمونات الجسم التي تنظم العديد من الوظائف مثل استجابتك للتوتر والأيض والنمو والوظيفة الجنسية.
يمكن استخدام الجراحة الإشعاعية لتقليص الورم وتقليل اضطراب تنظيم إفراز هرمون الغدة النخامية.
- الرُعاش.يمكن استخدام الجراحة الإشعاعية التجسيمية لعلاج الأورام المرتبطة بالاضطرابات العصبية الوظيفية مثل مرض باركنسون والرُعاش الأساسي.
- أنواع السرطان الأخرى.قد تُستخدم الجراحة الإشعاعية التجسيمية لعلاج سرطانات الكبد والرئة والعمود الفقري.
النتائج
يحدُث تأثير العلاج من الجِراحة الإشعاعية التجسيمية تدريجيًّا، اعتمادًا على الحالة التي يتمُّ علاجها:
- الأورام الحميدة (بما في ذلك الورَم الشفاني الدهليزي).بعد الجِراحة الإشعاعية التجسيمية، قد يتقلَّص الورَم في غضون 18 شهرًا إلى سنتين، ولكن الهدف الرئيسي لعلاج الأورام الحميدة هو منع أيِّ نمو للورَم في المستقبل.
- الأورام الخبيثة.قد يتقلص حجم الأورام السرطانية (الخبيثة) بسرعة أكبر، خلال بضعة أشهر غالبًا.
- التشوُّهات الشريانية الوريدية (AVMs).يسبب العلاج الإشعاعي سماكة الأوعية الدموية غير الطبيعية ذات الصلة بالتشوهات الشريانية الوريدية للدماغ وإغلاقها. قد تستغرق هذه العملية وقتًا يصل إلى عامين أو أكثر.
- ألم العصب الثلاثي التوائم.يخلُق SRS أنسجة سرطانية تعوق انتقال إشارات الألم على طول العصب ثُلاثي التوائم. يشعُر كثيرٌ من الأشخاص بتخفيف الألَم في غضون عدَّة أسابيع، ولكن قد يستغرِق الأمر عدَّة أشهُر.